من دواعي اللامعقول أن يتحدث الإنسان عن أحزانه وتجاربه الماضية بكل ما فيها من صراعات ومتاعب ومعاناة، دون أن يكون واعيا أن لذلك مخرجا أو متنفسا ولو بعد حين، ولو كان هناك حظا وافرا من النضج في اتجاهات العقل البشري وتفكير المرء الواعي لكان من المنطقي أن يبحث الإنسان عن مقومات السعادة في شيء يدخل عليه بهجة ولو بأبسط الحلول التي يرتضيها لنفسه، ومن
تنبع الحكمة أحيانا من أفواه جاعت وحرمت ملذات الحياة الاساسية ، وكأن القدر ضن عليها بما جادت به لأناس أخرون غيرمكترة بما تسبب تلك الفوارق من عبث الافكار التي تقلب أقدارا فوق أقدار.
يحمل عنوان الرواية "صاحب الظل الطويل" الكثير من الغموض والسريّة وعدم الوضوح بشكل عام ، حيث يتوافق ذلك مع الإطار العام الذي توصف به الرواية، فقد اقتصر
للغربة عن الوطن آمال وطموحات لا تنتهي عند حدوده الجغرافية، ولا تعترف تلك الآمال بالمسافات الطويلة التي يقطعها المغترب بعيدا عن وطنه متوهما في قرارة نفسه أن ما يجنيه من مكاسب مادية وربما إجتماعية كفيلة بأن تنسيه آلامها بل من الممكن أن تكون عوضا وبديلا مناسبا عن المعاناة التي ينكرها في قرارة نفسه.
يأخذنا الكاتب في هذه الرواية المؤلمة الى
للكاتب: مارسيل بروست
لا تتخيل عزيزي القارئ أن رواية هذا المقال قابلة للقراءة من قريب أو بعيد، فعدد صفحاتها يتجاوز الاربعة الالاف صفحة مسطورة فى سبع مجلدات بعدد مليون ونصف كلمة وحوالى الفين من الشخصيات مابين شخصية أساسية ومحورية أو ثانوية، فهى ناتج عن حوار مع العقل باسترجاع ذكريات وأمسيات الطفولة البائسة والمنعمة فى نفس ذات الوقت، وعن طريق
عندما بلغ الخمسين من عمره أصبح فكتور هوجو لاجئا سياسيا وأصاب الحكومة الفرنسية بالكثير من القلق والحيرة والشك بسبب كتاباته عن الحرية وعن قوانين الدولة وقوة الخارجين عنها، فطالبت الحكومة الفرنسية حكومة بلجيكا أن يرحل ليركب إحدى السفن التى نقلته الى جزيرة جرنسى ليستقر بها ويبدأ التخطيط لكتابة روايته التى ستجلب له المجد والشهرة والابتلاء فى نفس
على شاطئ جزيرة كريت اليونانية، ولد نيكوس في فبراير عام 1883 ميلادية وعاش كما عاش أبطال روايته العظيمة، فلم يترك أرضا الا وزارها وعاش فيها وقتا من الزمن، ولم يصادف فرصة الا واغتنمها، وبعد أن تلقى تعليمه الاولي فى تلك الجزيرة حصل على شهادة عليا فى القانون من جامعة أثينا، ثم سافر بعد ذلك الى باريس عاصمة النور لدراسة الفلسفة على أصولها، وتتلمذ